اطروحات

زووم تكتسح والمنافسون يلاحقوها وفيس بوك تغتنم الفرصة!

منصة زووم تعتبر واحدة من أكثر الشركات التكنولوجية استفادة من بعد انتشار وباء كورونا، ففي خلال شهر أبريل ارتفع معدل تحميل البرنامج إلى نسبة 740% وأصبح عدد مستخدميها أكثر من 300 مليون مستخدم بعدما كان 10 مليون مستخدم قبل الأزمة، كما أنه كان التطبيق الأكثر تنزيلا في متجر تطبيقات Apple لأكثر من شهر، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

لكن، ودائما ما يكون هناك لكن، طريق النجاح لبرنامج زووم لم يكن ممهدًا على طول الطريق، حيث أنها وقعت في الفترة القليلة الماضية تحت هجوم وضغط كبير من المستخدمين نظرا لافتقارها إلى ميزات الأمن والحفاظ على الحماية والخصوصية للمستخدمين، فانتشرت ظاهرة Zoombombing والتي يتم فيها اختراق جلسات المستخدمين على زووم بشكل متعمد ومن ثم إرسال مواد إباحية لهم أو غيرها من المضايقات الرقمية.

ومع ظهور تلك المشاكل الأمنية في التطبيق الأكثر شهرة وانتشار في الوقت الحالي، أين المنافسون؟!
الحقيقة أن شركات التكنولوجيا الكبرى تتسابق حاليا للحاق بركب زووم والحصول على قطعة من كعكة النجاح، خاصة أن بعضًا من تلك الشركات تقدم خدمات مؤتمرات الفيديو منذ سنوات، فعلى سبيل المثال سيسكو استحوذت على webex عام 2007، مايكروسوفت اشترت خدمة Skype عام 2011، وتقدم جوجل برنامج “Google Meet” منذ سنوات الآن.

وفي سبيل تحقيق ذلك، أعلنت جوجل في شهر أبريل أنها ستجعل “Google Meet” مجاني وستقوم بربطه مباشرة ب Gmail حتى يتمكن المستخدمون من تلقي مكالمات الفيديو من نافذة البريد الإلكتروني، كما قامت جوجل أيضا بمحاكاة زووم من خلال إطلاقها لطريقة العرض على شكل الشبكة grid-style وإضافة خصائص تُحسن من جودة الفيديو في حالة الإضاءة الضعيفة، كذلك قامت بإضافة خاصية إلغاء الضوضاء لمكالمات الفيديو وأتاحت الميزات المتقدمة لجميع عملائها بشكل مجاني.

وقد ضاعف ذلك من معدلات استخدام “”Google Meet بأكثر من 25 مرة عما كان عليه في يناير مع أكثر من مليوني اشتراك جديد يحدث يوميا.

أما مايكروسوفت فقد قامت هي أيضا بدورها من خلال برنامجها Microsoft Teams بتقديم ميزات متقدمة فيه مجانا بعد انتشار الفيروس، بالإضافة إلى إعلانها عن خدمة Skype Meet Nowوالتي يمكن من خلالها عمل اجتماع أو محادثة عبر الفيديو دون الحاجة لتسجيل حساب أو تحميل التطبيق على جهاز الكمبيوتر.

ومع ظهور العديد من الشكوك والمخاوف حول مدى الخصوصية والأمان في زووم، سارع المنافسون أيضا إلى استغلال ذلك وطمأنة عملائهم بأن عروضهم وأدواتهم أكثر أمانا، فعندما أعلنت شركة Verizon عن شرائها لBluejeans في 16 أبريل 2020، ذكرت في البيان أن وجود برامج تعاون آمنة وموثوقة وعالية الجودة مثل Bluejeans أمر في غاية الحيوية في عصر العمل من المنزل الذي نعيشه.

وكالعادة فيس بوك تحاول اغتنام الفرصة!
من المعروف أن فيس بوك لديها تاريخ طويل في تقليد أهم الميزات التي يقدمها منافسيها، وها هي الآن تسعى خلف منصة زووم وذلك عبر إعلانها تقديم نسخة جديدة من تطبيق برنامج المحادثة الخاص بها تحت مسمى “Messenger Rooms” والذي سيسمح للمستخدمين استضافة اجتماع يضم 50 شخص دون وجود حد زمني على عكس زووم التي يتيح إصدارها المجاني استضافة 100 شخص معا لكن بحد أقصى 40 دقيقة فقط.

كما أن “Messenger Rooms” سيسمح للمستخدمين إرسال دعوات للأشخاص غير المتواجدين على فيسبوك أو ماسنجر، كذلك سيحتوي التطبيق على فلاتر وخلفيات افتراضية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتحرك بزاوية 360 درجة.

وفي سبيل تفادي تلك الاختراقات الأمنية التي وقعت فيها زووم ومنع ظاهرة zoombombing أن تصل إليها، صرحت مدير المنتجات لتطبيق ماسنجر بأن تفادي تلك المشكلة كان في أولى اهتماماتهم، لذلك تعاونت فيس بوك مع عدد من المبرمجين لجعل الروابط الخاصة بال”Messenger Rooms” صعب على المخترقين تخمينها، وأنه ربما في المستقبل سيتم تشفير المحادثات من طرف إلى طرف.

ختاما، صحيح أن زووم استفادت بشكل كبير جدا الفترة الماضية بفضل برنامجها البسيط وسهل الاستخدام، لكن مع مرور الأيام أصبحنا نسمع عن طرق تُعرض بها زووم أمان وخصوصيات مستخدميها للخطر، فمن أنها تشارك البيانات مع فيس بوك إلى أن الألاف من الرسائل الإلكترونية تم كشفها للغرباء وصولا إلى ظاهرة ال zoombombing واختراق الاجتماعات، وكل ذلك بالتأكيد ربما يشجع البعض على التخلي عنها لصالح منافسيها الذين يزدادون شراسة وتطويرا في خدماتهم يوما بعد آخر، فهل ستستطيع زووم الصمود أمامهم الفترة القادمة؟ شاركونا بآرائكم.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى