نصائح عامة لإدارة شركتك
بناء شركة ناشئة من الصفر ليس أمر سهلا، ليس أمرا سهلا أبدا!
وإذا كنت مثلي تريد أن يكون لشركتك الناشئة أثر إيجابي في حياة الناس الذين يستخدمون منتجك، وأثر إيجابي في حياة شركائك في العمل الذين يساعدونك في بناء هذا المنتج، فإن الأمر يتحول من كونه ليس سهلا، إلى كونه شاقا، وعسيرا، ويحتاج مجهودا كبيرا، ونَفَسا طويلا.
لا تندب بسبب الجرح الأول.
في اللحظة التي يحدث فيها خطأ ما، الميل الطبيعي يكون لخلق سياسة (Policy).
فمثلا “شخص ما يرتدي سراويل قصيرة في العمل! فيقول المدير:نحن بحاجة إلى قانون لتنظيم قواعد اللباس في المكتب!”
لا، لا تحتاج لذلك، فقط عليك أن تخبر (جون) ألا يرتدي سروالًا قصيرًا مجددًا.
السياسات هي نسيج الندبات التنظيمية، وهي مدونة ردود فعل مبالغ فيها لحالات من غير المحتمل أن تحدث مرة أخرى، فهي عقاب جماعي على ما ارتكبه فردًا من أفعال سيئة.
هكذا تولد البيروقراطيات، لا أحد يحاول خلق بيروقراطية، هي فقط تتسلل إلي الشركات ببطء، ويتم وضعها بسياسة واحدة – ندبة واحدة – في المرة.
لذا لا تندب بسبب الجرح الأول، لا تخلق سياسة لأن شخص واحد فعل شيئًا خاطئًا مرة واحدة، فالسياسات لا يقصد بها إلا الحالات التي تظهر مرارًا وتكرارًا.
.
ابدو مثلك.
ما الأمر مع رجال الأعمال الذين يحاولون أن يبدون عظماء؟!
اللغة القاسية، الإعلانات الرسمية، الودية المصطنعة، الكلام القانوني..إلخ.
هذا القناع من الاحترافية هو فقط مزحة، كلنا نعرف هذا،
ومع ذلك لا تزال الشركات الصغيرة تحاول محاكاة ذلك، يعتقدون أن إبدائهم كعظماء يجعلهم يبدون أعظم وأكثر “مهنية” لكنه فقط يجعلهم يبدون سخيفين حقًا،
بالإضافة إلى أنك تضحي بواحد من أعظم أصول شركة صغيرة وهو القدرة على التواصل ببساطة وبشكل مباشر، دون مرور كل كلمة خلال غربال قسم القانونية والعلاقات العامة.
لا يوجد شيء خاطئ في أن تبدو بحجمك الخاص بك، فأن تكون صادقًا حول من أنت عليه بالفعل، هو في الحقيقةعمل ذكي.
لغة الخطاب غالبًا ما تكون انطباعك الأول، فلماذا تبدأ بالكذب؟ لا تخاف من أن تكون نفسك.
هذا ينطبق على اللغة التي تستخدمها في كل مكان في البريد الإلكتروني، التعبئة والتغليف، المقابلات، منشورات المدونات، العروض.. إلخ.
تحدث للزبائن بالطريقة التي تتحدث بها للأصدقاء، إشرح الأمور كما لو كنت تجلس بجانبهم، تجنب المصطلحات أو أي نوع من كلام الشركات،
ابق بعيدًا عن الكلمات الطنانة عندما تفي الكلمات الطبيعية بالغرض،
لا تتحدث عن “تسييل النقد” أو أن تكون”شفافًا”، تحدث عن المال والأمانة بدلًا من ذلك،
لا تستخدم سبع كلمات عندما تكون أربع كلمات كافية.
ولا تجبر موظفيك على إنهاء رسائل البريد الإلكتروني بطريقة قانونية مثل “هذه الرسالة الإلكترونية هي للاستخدام الوحيد للمتلق(ين) المقصود(ين) وقد تحتوي على معلومات سرية ومميزة.”، فهذا كأنك تنهي كل رسائل شركتك الإلكترونية بتوقيع يقول، ” نحن لا نثق بكم ونحن على استعداد لإثبات ذلك في المحكمة”، حظًا موفقًا في تكوين الصداقات بهذه الطريقة.
أكتب لتُقرأ، لا تكتب فقط للكتابة. فعندما تكتب شيئًا اقرأه بصوتٍ عالٍ، هل يبدو كما لو كنت تتحدث مع شخص ما؟ إذا لم يكن كذلك، كيف يمكنك جعله حواريًا أكثر؟
من قال أن الكتابة يجب أن تكون رسمية؟ من قال أن عليك أن تتجرد من شخصيتك عندما تضع الكلمات على الورق؟ انس القوانين. وابدأ في التواصل!
وعندما تكتب لا تفكر في كل الناس الذين قد يقرأون كلماتك، فكر في شخص واحد، ثم اكتب لهذا الشخص، فالكتابة للكثير تؤدي إلى العموميات والغرابة، فعندما تكتب لهدف محدد، أنت أكثر إحتمالًا لإصابة الهدف.
.
كلمات لا تستخدم أبدًا في مجال الأعمال التجارية.
هناك كلمات لا يجب أبدًا استخدامها في الأعمال التجارية، إنها ليست “سحقًا” أو “الهراء”،
ولكنها “بحاجة”، ” يجب”، “لا يمكن”، “بسهولة”، “فقط”، و”بسرعة”، هذه الكلمات تقف في طريق التواصل الصحي وهي أعلام حمراء تقدم العداء، وتنسف المناقشات الجيدة، وتسبب تأخر المشاريع.
عندما تستخدم هذه الكلمات، تخلق موقفًا أسود وأبيض، لكن الحقيقة نادرًا ما تكون بيضاء وسوداء، لذا الناس ينزعجون وتنشأ المشاكل، فالتوتر والصراع يحدثان دون داعٍ.
إليك الخطأ في البعض منهم:
الحاجة. أشياء قليلة جدا في الحقيقة تحتاج للإنجاز، فبدلًا من قول “حاجة”، من الأفضل أن تقول “ربما” أو ” ما رأيك في هذا؟” أو ” كيف يبدو هذا؟” أو “هل تعتقد أننا يمكننا أن نفلت بهذا؟”.
لا أستطيع. عندما تقول “لا أستطيع”، فربما تستطيع، في بعض الأحيان هناك البعض من “لا أستطيع” الذين يتعارضون مع بعضهم البعض: “لا يمكننا إطلاقها بهذه الطريقة، لأنه ليس صحيحًا تمامًا” مقابل “لا يمكننا قضاء المزيد من الوقت على هذا لأننا يجب أن نطلقه” كلا تلك التصريحات لا يمكن أن تكون صحيحة… هل يمكن ذلك من وجهة نظرك؟
سهل. السهل هي كلمة تستخدم لوصف وظائف الآخرين “ذلك يجب أن يكون سهل لك لتفعله، صحيح؟” لكن لاحظوا كم نادرًا ما يصف الناس مهامهم بأنها سهلة، فبالنسبة لك يكون الأمر “اسمح لي أن أنظر في ذلك”، ولكن للآخرين يكون فقط ” قم بذلك”.
هذه الكلمات غالبًا ما تظهر خلال المناقشات (وأيضًا احترس من أبناء أعمامهم: الجميع, لا أحد, دائمًا و أبدًا). فبمجرد نطقهم يصبح من الصعب العثور على حل، يحجزونك في زاوية عن طريق وضع اثنين من المُطلَقَين ضد بعضهم البعض، ويبدأ حينها النطح، وتعتصر أي أرض وسطية.
وهذه الكلمات خطرة بشكل خاص عندما تربطها معا: “نحن “بحاجة” إلى إضافة هذه الميزة الآن، “لا يمكننا” الإطلاق بدون هذه الميزة، “الجميع” يريده، إنه شيء صغير واحد فقط لذا سيكون الأمر “سهلًا“، يجب أن تكون قادرًا على الحصول عليه هناك “بسرعة!”” فقط ثلاثة وثلاثون كلمة، لكن مائة فرضية. وهذه وصفة لكارثة.
.
“بأسرع ما يمكن” سُم.
توقف عن قول “بأسرع وقت ممكن”، لقد فهمنا، فهذا ضمني، الجميع يريد إنجاز الأمور بأسرع ما يمكن.
عندما تتحول إلى واحد من هؤلاء الناس الذين يضيفون “في أسرع وقت ممكن” إلى نهاية كل طلب، أنت تقول أن كل شيء له أولوية عالية، وعندما يكون كل شيء ذا أولوية عالية، يصبح لا شيء مهمًا. (مضحك كيف كل شيء له أولوية قصوى حتى يكون عليك في الواقع ترتيب أولويات الأشياء).
“في أسرع وقت ممكن” تُضَخِّم، فهي تقلل من قيمة أي طلب لا يذكر معه “في أسرع وقت ممكن”، وقبل أن تدرك تصبح الطريقة الوحيدة لإنجاز أي شيء هو بوضع ملصق “في أسرع وقت ممكن” عليه.
معظم الأشياء لا تبرر هذا النوع من الهستيريا، فإذا لم تنجز المهمة في هذه اللحظة لن يموت أحد، لن يخسر أحد وظيفته، لن يكلف الشركة الكثير من المال، ما ستفعله فقط هو خلق ضغط اصطناعي، مما يؤدي إلى الانهاك وأسوأ.
لذا احفظ استخدامك للغة الطوارئ لحالات الطوارئ الحقيقية، وهي النوع الذي يوجد فيه عواقب مباشرة يمكن قياسها للتقاعس عن العمل. أما بالنسبة لكل شيء آخر، هدئ أعصابك.