تعريف الدليل الاجتماعي “Social Proof” في التسويق ودوره في إنجاح عملية التسويق
الدليل الاجتماعي أو الاثبات الاجتماعي «Social Proof»، هي عبارة نسمعها غالبا في مجال التسويق والدعاية، وتشير ببساطة إلى عملية إثبات مدى كون المنتج أو الخدمة أو أيا كان الشيء الذي يتم تسويقه بالفعل مميز ويستحق الشراء وذلك بتوفير آراء عملاء سابقين أو شركاء عمل يمتازون بسمعة حسنة أو أي دليل آخر من هذا القبيل يمكن أن يقنع المشتري بأن ما تحاول بيعه له بالفعل يستحق الثقة والتجربة بناء.
فما هو الدليل الاجتماعي بالتفصيل؟ وفي ماذا يتمثل؟ وما دوره في تحقيق النجاح لأي عملية تسويق أو دعاية؟
إذا ما تعمقنا في فهم عبارة الدليل الاجتماعي «Social Proof» في ميدان التسويق سوف نجد بأنها تعني أو تشير إلى استراتيجية تسويق ناجحة أخرى قام المسوقون مجددا باستعارتها من علم النفس. وذلك في سبيل التحكم الأمثل في نفسية الجماهير المستهدفة، واقناعها بالقيام بعملية الشراء. وعملية الاقناع هذه ترتكز أساسا على إظهار دليل للعميل المحتمل، وهذا الدليل يمكن أن يتمثل في الآراء الايجابية للعملاء السابقين، أو مثلا شعارات الشركات التي تستخدم منتجك أو التي تعاملت معها من قبل خصوصا إذا كانت شركات معروفة ولها سمعة جيدة، وأشياء أخرى متعددة وسأتطرق إلى الأمر بتفصيل أكثر في الفقرة التالية.
وبالاعتماد على الدليل الاجتماعي، تبني العلامات التجارية لدى العميل المتردد ثقة، وأمانا، وفي بعض الأحيان تجعله يود القيام بعملية الشراء حتى وإن لم يكن بحاجة إلى المنتج فقط لاكتساب الفخر أو بدافع الفضول.
والدليل الاجتماعي كما أشرت من قبل يتمثل في أشياء مختلفة. على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
شعارات الشركات:
نجد في الكثير من المواقع الإلكترونية التابعة للشركات أو العلامات التجارية شعارات شركات أخرى سبق أن تم التعامل معها. وكلما كانت تلك الشعارات معروفة كلما ازداد تأثير الدليل الاجتماعي المستخدم في موقع هذه العلامة التجارية.
آراء العملاء:
تقريبا ليس هنالك موقع تابع لعلامة تجارية لا يحتوى على قسم مخصص لآراء وشهادات العملاء السابقين، وهذه الآراء تعبر دائما على مدى إعجابهم واستفادتهم من الخدمة أو المنتج. ويزداد تأثير هذا النوع من الدليل الاجتماعي إذا كان صاحب الرأي أو الشهادة شخصية معروفة لها تأثير في مجال تلك العلامة التجارية. وعلى سبيل المثال إن وجدت رأي أو شهادة مدون الموضة المفضل لديك في موقع علامة تجارية جديدة للملابس فبالتأكيد سترغب في تصفح منتجاتهم ولما لا شراء بعضها. لأنك في تلك الحالة وبدون إرادة منك ستكون قد اقتنعت بأن منتجات هذه العلامة التجارية جيدة وتستحق الشراء.
المصادقة (endorsement):
هذا النوع من الدليل الاجتماعي عادة ما نراه في المجال السياسي أو مجال العمل والتوظيف فمثلا عندما يصادق مديرك السابق على أنك موظف مجتهد وذكي وأنك تحمل كل تلك الصفات المميزة فهذا سيساعدك حتما على الحصول على وظيفة جديدة في وقت قصير جدا. وهنالك قسم خاص بهذه المصادقات في كل حساب على منصة لينكدن. أيضا نجد المصادقة تنتشر كثيرا في الوسط السياسي. بحيث مثلا عندما يود سياسي في رتبة معينة دعم سياسي آخر مترشح لمنصب معين سيقوم بالمصادقة عليه وذلك بالخروج بتصريح للصحافة مثلا يؤكد فيه على أن السياسي فلان لديه خبرة كبيرة وأنه قادر على كذا وكذا وما إلى ذلك وهذه المصادقة ستؤدي به إلى كسب المزيد من الأصوات من طرف مؤيدي السياسي الذي قام بالمصادقة عليه خصوصا إذا كان شخصية نافذة ولها تأثير. وبدون شك يمكن استخدام المصادقات حتى من قبل العلامات التجارية لتسويق خدماتها أو منتجاتها.
فريق العمل أو فريق الاستشارات:
هذا النوع من الدليل الاجتماعي نلاحظه كثيرا في الآونة الأخيرة في مجال العملات الرقمية. فكلما خرجت عملة جديدة إلى الوجود وقمت بالدخول إلى الموقع الالكتروني الخاص بهذه العملة ستجد فقرة مركزا عليها بشدة وهي فقرة فريق العمل أو فريق المستشارين أو هما معا. والغرض من هذا هو أنه الكثير من المستثمرين في مجال العملات الرقمية ينظرون إلى الشخص أو الأشخاص الذين ابتكروا العملة قبل النظر إلى العملة نفسها ومميزاتها من أجل أخد قرار إما بالاستثمار فيها أو الابتعاد عنها، فإذا كان فريق العمل مثلا يحتوي على أشخاص دوي خبرة كبيرة، على سبيل المثال موظفين سابقين في شركات كبيرة مثل جوجل أو فيسبوك وكان فريق المستشارين يحتوى على أشخاص ذوي خبرة كبيرة أيضا مثلا موظف ذو مرتبة عالية في بنك أمريكي كبير أو مؤسسة مالية معروفة فهنا يثق المستثمرون بأن هذه العملة ليست من فراغ وأنها ستحقق النجاح بالتأكيد، ثم يتخدون القرار بالاستثمار فيها.
الدليل الاجتماعي عنصر مهم لا يجب أن يغفل عنه أي مسوق خلال إعداده للموقع الإلكتروني أو صفحة الهبوط (Landing Page)، وليس بالضرورة أن يكون على شكل آراء العملاء أو شعارات الشركة بل يمكن أن يكون أي شيء آخر على أساس أن يكون له الدور أو النتيجة نفسها وهي زرع الثقة في نفس العميل بتقديم دليل اجتماعي لا غبار عليه.