تسويق

مستقبل التسويق بالفيديو: نحو السيطرة الكاملة على كل شيء

شهدت الأعوام الماضية نموًا هائلًا في استهلاك التسويق بالفيديو من قبل المستخدمين، وأيضًا زيادة الإقبال عليه من قبل الشركات بمختلف تخصصاتها وأحجامها. شبكة يوتيوب وحدها تُسجّل نموًا يفوق 100% في معدلات الاستهلاك بشكلٍ ثانوي، وأكثر من 70% من الجامعات لديها قنوات على اليوتيوب، وتنتج محتوى مرئي بشكلٍ مُستمر.

في عام 2017 وصل حجم الإنفاق على إعلانات الفيديو حوالي 11 مليار دولار أمريكي، وهو ما يشُكّل حوالي 35% من إجمالي الإنفاق على الإعلانات الرقمية ككل. كل هذه الإحصائيات، وغيرها الكثير تؤكد مدى أهمية التسويق بالفيديو، واستخدام الفيديو كوسيلة يمكن من خلالها تحقيق الأهداف التسويقية المُختلفة. في هذا المقال نظرة حول مُستقبل التسويق بالفيديو في الأعوام القادمة.

ستبدأ جميع الشركات بالدخول إلى عالم التسويق بالفيديو

في عام 2017، كان مُعدل الفيديوهات التي يتم نشرها بشكلٍ شهري من قبل الأنشطة التجارية بين 10-18 فيديو وذلك وِفقًا لـHubspot، والآن أكثر من 85% من الشركات لديها مصادر للبدء في إنتاج الفيديو. تسعى الشركات حاليًا إلى تعيين أشخاص يعملون بشكلٍ أساسي على متابعة عملية إنتاج الفيديوهات، وخصوصًا بعد أن أصبحت شبكات مثل: إنستقرام وVine وسناب شات وغيرهم من شبكات الفيديو تُمثل قنوات تسويقية أساسية لا غنى عنها لأي شركة.

ومع زيادة الطلب على محتوى الفيديو، سيزداد الطلب على المُتخصصين في هذا المجال، وستنمو الشراكات بين الأنشطة التجارية وبين وكالات إنتاج الفيديو المختلفة. ستبدأ الشركات بالاعتماد على الفيديو كوسيلة أساسية للترويج لمنتجاتها، وتسهيل عملية الشراء والبحث على المستهلكين، وهو ما بدأ يظهر بالفعل في العام الماضي. في الحقيقة أنّه في عام 2015 ذكر المسوقون أنّ استخدام الفيديو يؤدي إلى زيادة الأرباح بنسبة 49% أسرع، فما بالك بعام 2018؟

الاستراتيجيات التسويقية ستتمحور حول التسويق بالفيديو

استراتيجية التسويق بالفيديو تزداد أهميةً يوم بعد يوم، وأصبحت بالفعل جزءًا أساسيًا من أي استراتيجية فعّالة للتسويق بالمحتوى عن طريق الإنترنت، حيث أنّ 46% من المسوقين مثلًا يخططون لاستخدام الفيديوهات كنوع أساسي من أنواع المحتوى الترويجي على فيسبوك، و 48% منهم يرون أنّ شبكة يوتيوب أصبحت قناةً تسويقيةً أساسيةً. من المتوقع في عام 2019 أن نرى مزيدًا من هيمنة الفيديوهات على الشبكات الاجتماعية، واستخدام الفيديو سيزداد بشكلٍ كثيف.

ومع ظهور هذا الاتجاه، تزداد أهمية وجود استراتيجية فعّالة للتسويق بالفيديو، وهي ما تجد العديد من الشركات صعوبةً في وضعها بشكلٍ فعّال. ولحسن الحظ، هناك شركات تحاول التغلُّب على هذه المشكلة مثل: شركة حروف السعودية والتي أطلقت مؤخرًا خدمة الاستشارات المتعلقة باستراتيجية التسويق بالفيديو، والتي تُساعد من خلالها الشركات على استخدام التسويق بالفيديو كوسيلة فعّالة لتحقيق أهداف الأنشطة التجارية المختلفة.

المزيد من الاستهلاك لمقاطع الفيديو

في عام 2016، استهلك أكثر من 45% من المستخدمين أكثر من ساعتين بشكلٍ أسبوعي لمقاطع الفيديو على فيسبوك ويوتيوب، وفي العام نفسه كان يتم مشاهدة أكثر من 100 مليون ساعة يوميًا من مقاطع الفيديو على الفيسبوك وفقًا لموقع Techcrunch، وجدير بالذكر أنّ الأمر لا يتعلق بفيسبوك ويوتيوب فقط، بل أنّ أكثر من 90% من مستخدمي تويتر يشاهدون فيديوهات بشكلٍ يومي، و 90% من هذه المشاهدات تكون من خلال الهواتف المحمولة.

وبما أنّ شبكة يوتيوب وحدها لديها أكثر من من مليار مستخدم، وهو ما يعادل ثلث مستخدمي الإنترنت بالكامل، فإنّه من المتوقع أن تبدأ الشركات بالتركيز على هؤلاء المستخدمين من خلال إنشاء وإنتاج فيديوهات أعلى جودة، وأكثر مناسبة للفئة المستهدفة، ومن المتوقع زيادة هؤلاء المستخدمين بل وأيضًا زيادة الاستهلاك. جوجل تقول أنّ الوقت الذي يقضيه المستخدمون في مشاهدة فيديوهات يوتيوب يتضاعف بشكلٍ سنوي، بل أكثر من المضاعفة.

ستتحول الشركات إلى صناعة الفيديو والإنتاج

ومع زيادة استهلاك مقاطع الفيديو على الإنترنت، سيصبح الفيديو هو أكثر الطرق سلاسةً للتواصل مع الجمهور وتوصيل الرسائل التسويقية المختلفة؛ مما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على محتوى الفيديو بشكلٍ كبير، والذي سيدفع الشركات إلى البدء في تكثيف عملية إنتاج فيديوهات جديدة ومتنوعة لأغراض مختلفة.

سوف يتعدي حجم إنتاج الشركة الواحدة من الفيديوهات إنتاج وكالات دعاية كاملة، وهو ما بدأ يحدث بالفعل، حاول مثلًا أن تلقى نظرةً على عدد الفيديوهات التي نشرتها شركة جوجل، أو شركة مثل IBM، وحتى على مستوى الوطن العربي يمكنك النظر إلى شركات مثل: زين و STC وغيرهم.

ومع حدوث ذلك، سيصبح لوكالات الميديا والإنتاج أدوارًا مختلفةً، وهي تثقيف هذه الشركات وإثراء عملية الإنتاج وتعزيز الجودة خلال المراحل المختلفة، وذلك من خلال المصادر التعليمية والإرشادات التي تقدمها شركات رائدة مثل: شركة حروف وغيرها.

الجودة هي المعيار

مع ذكر مدى استخدام واستهلاك الفيديو في عالم الإنترنت، يُفكّر البعض أنّ مجرد إنتاج أي فيديو سيصبح أمرًا كافيًا لتحقيق نجاح تسويقي بالنسبة للنشاط التجاري، ولكن الحقيقة أنّ الجودة هي المعيار الأساسي، ودليل بسيط أنّ 56% من الفيديوهات التي تم نشرها في العامين الماضيين مدتها حوالي دقيقتين فقط، وهو ما يُبيّن أنّ المعيار الأساسي ليس طول أو مدة الفيديو بل جودته أولًا، والفيديوهات التي تقل مدتها عن 90 ثانية لديها معدل 53% للاحتفاظ بالعملاء، بينما الفيديوهات التي تزداد مدتها عن 30 دقيقة تحظى بمعدل 10% ففط.

ومع زيادة الطلب على التسويق بالفيديو، تزداد الشركات التي تقدم هذه الخدمات خصوصًا في الوطن العربي، مما يُصعّب على الشركات مهمة اختيار الوكالة أو الشريك المناسب للقيام بمهمة التسويق بالفيديو، ولكن لحسن الحظ هناك شركات أثبتت جدارةً وأظهرت خبرةً وكفاءةً عالية في مدى الاهتمام بتفاصيل التسويق بالفيديو، وتضمينه كجزء أساسي من استراتيجيات التسويق بالمحتوى جنبًا إلى جنب مع تعزيز استخدام الفيديو كوسيلة تسويقية وتعليمية للجمهور.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى