كيف يكون التخطيط المالي المناسب لأصحاب الشركات؟
يظل توفير الأموال هو الهدف الأساسي من التخطيط المالي لأي شركة قائمة وكبيرة، لضمان تنفيذ الأنشطة المُخطط لها سلفًا، وتغطية المصاريف اليومية والمستقبلية، والأهم من هذا كله هو ضمان وجود تمويلٍ ماليٍ عند اللزوم.
فالتخطيط المالي الجيد سيجعل الأفراد يحققون أقصى استفادة من أموالهم، وليس هذا وحسب بل أيضاً يجنبهم الوقوع في مخاطر الأزمات المالية التي قد تقود في بعض الأحيان إلى الإفلاس، وفي السطور التالية نستعرض كيف يكون التخطيط المالي لأصحاب الشركات الناشئة.
خطوات التخطيط المالي الناجح
الفكرة
يبدأ التخطيط المالي مُنذ اختيار الفكرة الخاصة بك، بمجرد أن تصبح الفكرة واضحة المعالم بالنسبة لك، تبدأ بتقسيم الأنشطة التي تريد أن تنفذها وبعد ذلك تقوم بحساب التكاليف الخاصة بهذه الأنشطة.
حساب التكاليف الثابتة والمتغيرة
لا بد من احتساب تكلفة التشغيل سواء أكانت أجور العمالة، أو المواد الخام، بالإضافة إلى كافة المصروفات التي ستحتاجها، حيث لا بد أن تقوم بالتخطيط لتوفير الأموال التي ستقوم بدفعها بشكلٍ دوري، يومية أو شهرية. كذلك لا بد من التخطيط لأي تمويل مالي مُتغير سيظهر لك مستقبلاً أثناء تنفيذ مشروعك، وذلك من خلال عمل دراسة لهذه التكاليف والمتغيرات على الأقل لمدة عام، بالإضافة إلى ضرورة تحديد احتياجاتك المالية خلال هذا العالم.
توقعاتك للأرباح
من الأشياء المهمة هو تخطيطك للأرباح التي ستجنيها من مشروعك، فضمان تحقيق الأرباح مرهون بضمان بقاء شركتك بل أيضاً مرهون بتوفير الأموال اللازمة لتمويل أنشطتك.
مراقبة الأموال
لا بد من مراقبة التدفقات المالية الداخلة والخارجة لمشروعك الناشئ، وذلك بشكلٍ مستمر وعن طريق الأرقام فقط، وبعيداً عن الأحلام والتخمينات، لأن الأرقام وحدها هي من تجعلك تضع قدمك في المكان الصحيح وتجنبك المخاطر المالية.
التخطيط المالي لا يعتمد على هندسة أموالك بطريقة تحقق لك الاستفادة القصوى منها فقط، ولكن يتسع ليشمل اللجوء إلى طرق عديدة للحصول على الأموال لتنفيذ مشروعك، ومنها:
- حاضنات الأعمال
يمكنك اللجوء إلى حاضنات الأعمال إذا كنت شركة ناشئة لا تمتلك المال الكافي، فهذه الحاضنات ستقوم بتحويل مشروعك من فكرة إلى شيء ملموس، وهي بمثابة بناء الحجر الأول في مشروعك، لأنها ستقوم بتوفير الخدمات الاستثمارية المتعلقة بدراسات الجدوى، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والمالي واللوجستي للمنشآت الصغيرة، وتوفير المساندة المالية والتسويقية، فضلاً عن توفير التدريب الإداري والتقني للعاملين بالمشروع.
- مسرعات الأعمال
لا تختلف كثيراً عن حاضنات الأعمال، فهي كيان اقتصادي يهدف إلى احتضان المشروعات شبه المكتملة لتؤهلها لأن تكون ناجحة، بالتالي ستقوم بإعطائك تمويلاً أكبر يسمح بوجود منتجك في الأسواق، والتواصل مع حلفاء استراتيجيين وأيضاً المستثمرين لتوفير الدعم المالي المناسب، بالإضافة إلى تقديم الخدمات التسويقية والاستشارية اللازمة، وهذا يكون مقابل نسبة يتم تحديدها مسبقاً.
المستثمر الملاك
وهو شخص ثري يقوم بتمويل المشاريع الناشئة بالأموال مقابل حصة في شركتك بنسبة معينة يتم الاتفاق عليها، خاصةً وأن المستثمر الملاك يقوم بتوفير أكبر حصة من رأس المال اللازم لتطوير المشروع والتوسع به، وعادة ما يأتي المستثمر الملاك في المرحلة الثانية من مشروعك، وهي مرحلة التطوير والتوسع، ولكن العقبة الوحيدة في الاعتماد على المستثمر الملاك هو حصته في الشركة والتي قد تصل إلى 50% من أسهم شركتك وهذا ما سيكبدك خسائر كبيرة في أرباح شركتك.
صناديق الاستثمار
هي أداة استثمارية يلجأ إليها المستثمرون وأصحاب رؤوس الأموال بهدف زيادة أموالهم عن طريق متخصصين يقومون بإعداد الدراسات اللازمة والاختيار الأمثل لاستثمار أموالك. يمكنك اللجوء إلى صناديق الاستثمار ولكن في مرحلة متقدمة من مشروعك خاصةً إذا كنت تتوسع في عدة محافظات أو عدة دول، ويتم ذلك بعد تحديد حصة الصندوق في شركتك، فعلى سبيل المثال شركة “UBER BUS” حصلت على تمويل من صناديق الاستثمار يبلغ 42 مليار دولار للتوسع في بلدان مثل كازاخستان وكينيا.
الاعتماد على العائلة أو الأصدقاء
في نهاية الأمر لا بد من تحديد وجهتك للحصول على الأموال، من خلال التخطيط المناسب، وحساب كافة التكاليف الثابتة والمتغيرة، وكذلك طريقة جني الأرباح. ولكن الضروري هو نضوج الفكرة الخاصة بك بشكل كامل، وبعد ذلك تقوم بتحديد وجهتك للاستثمار، فمن الممكن أن تقوم بتنفيذ الفكرة من خلال توفير بعض الأموال عن طريق العائلة أو الأصدقاء، وهذا ما سيجعل مشروعك قائماً بالفعل، وهو ما سيعزز فرصك في الحصول على التمويل المالي اللازم في حال لجأت إلى أي من المستثمرين.