كيف تنقذ الـ”بيزنس” الخاص بك في زمن الكورونا؟
من الطبيعي أن يتأثر اقتصاد دول كاملة نتيجة ما نمر من أزمة وباء “كورونا”، وكلما نزلنا من مستوى الشركات الكبيرة إلى الشركات المتوسطة ثم الصغيرة كلما زادت المأساة والمعاناة.
فحظر التجول والعزل الصحي بالمنازل، وإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومات من غلق مراكز ومحلات تجارية، وغلق المدارس والجامعات ومراكز الدورات التدريبية وغيره، كل ذلك أثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء والتعليم، وأيضا سوق الخدمات وليس السلع فقط.
لكن تأتي فكرة “الأونلاين” كمنقذ لنا في مثل هذه الأزمات، فعلى الرغم من أن التجارة و”البيزنس” الأونلاين ليس فكرة جديدة، ولكنها أصبحت طوق نجاة فّعال في زمن كورونا، بعد أن اتجهت شركات متعددة تقدم خدمات وسلع مختلفة إلى تعميم فكرة البيع والتعامل عبر الإنترنت.
لذلك دعونا اليوم نرى كيف يمكن أن تنقذ فكرة الأون لاين عديد من الشركات، وكيف يمكنك حتى لو لم يكن عملك قائما على الإنترنت من البداية، أن تحّوله الآن لبيزنس أون لاين، حتى تتمكن من الاستمرار والنجاة ولا تضطر لغلق شركتك.
بعد انتشار فايروس كورونا في أغلب دول العالم، وجد أصحاب الشركات والأعمال أنفسهم أمام اختيارين، أن يستمر عملهم لشهر أو اثنين ثم يتوقف تماما، أو يلجؤوا إلى تحويل الطبيعة أو الآلية التي يقومون بها بعملهم حتى تنجو شركاتهم وتعبر الأزمة.
وهنا بدأت أغلب الشركات تعمم فكرة التعامل عبر الإنترنت، فنجد عديد من الشركات التي تبيع المنتجات اتجهت إلى الاعتماد شبه التام على البيع أون لاين، سواء كانت تقوم به بشكل جزئي من قبل أو لا تقوم به على الإطلاق.
فلجأت عديد من محلات البقالة “السوبر ماركت” لفكرة أن تطلب عن طريق الإنترنت ما تحتاج إليه من طلبات البقالة وتقوم بتوصيله لك إلى باب منزلك.
كما لجأت المدارس والجامعات لفكرة التعليم الأون لاين، ورأينا أيضا عدد من أماكن “كورسات” تعليم مهارات أو مجالات مختلفة لجأت لنفس الفكرة، على سبيل المثال مبادرة وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم لتقديم ورشة “إبدأ حلمك” المتخصصة في تدريب الشباب على التمثيل، اتجهت لتنفيذ ذلك عبر الإنترنت، عن طريق إطلاق منصة رقمية للورشة الدائمة لإعداد وتدريب الممثل تحت اسم “ابدأ حلمك اون لاين”، حيث يتم يوميا بث مجموعة من المحاضرات المصورة مدتها ١٥ دقيقة تتناول ألوان فن المسرح بشكل أكاديمي على قناة وزارة الثقافة باليوتيوب ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي بشبكة الإنترنت.
مثال آخر قامت به عديد من أماكن الدورات التدريبية مثل أكاديمية “UCMAS” العالمية لتعليم الأطفال علم الحساب العقلي، حيث كانت الأكاديمية تعتمد على تدريس الأطفال في مقراتها المتعددة الموجودة في مختلف دول العالم، وبعد أن توقفت لحوالي ثلاثة أسابيع في بداية أزمة كورونا، قررت الأكاديمية التحول لنظام حصص الأون لاين، وقامت بتقسيم الطلبة وتوزيع مواعيد حصصهم، وعادت من جديد تستأنف عملها، ولم تتوقف.
وبالتالي يجب أن نعرف الآن أن المنقذ لأي عمل تجاري هو الاعتماد شبه التام على الأونلاين، ويوجد لدينا آليات وأفكار عديدة لتطبيق ذلك:
– إذا كنت شركة تبيع منتج مادي، سواء بقالة أو ملابس وأحذية أو دواء… إلخ، بمنتهى البساطة يمكن أن تؤسس لنفسك موقع إلكتروني، أو صفحة على الفيس بوك، وتعرض عليها منتجاتك، وتتواصل مع عملاءك الذي تملك قاعدة بياناتهم من قبل، ثم بالاتفاق مع أحد شركات الشحن والتوصيل، تقوم بتوصيل طلباتهم للمنازل.
– أما إذا كنت شركة تقدم خدمة كمثال الـ UCMAS الذي تناولناه في هذا المقال، فأسهل وأسرع طريقة هي أن تتواصل مع عملاءك وتوّصل خدمتك إليهم عبر تطبيقات الموبايل المتعددة والتي تسمح لك بالتواصل صوت وصورة مع عملاءك، مثل “Messenger”، “Hang out”، “Zoom”…إلخ.
– وفي الحالتين يجب أن يكون التركيز الأكبر على عرض صور مميزة وجميلة تجعل عميلك الإلكتروني يعجب بالسلعة أو الخدمة، لأن هذه هي آلية الإبهار الرئيسية التي تملكها لتجذب عميلك إليك.
– كما يجب أن يرافق الصور الشرح والكلام المفسر، وأن يكون السعر تنافسياً، مع التأكيد على جودة المنتج.
– عليك أيضا اختيار طريقة دفع تناسب عميلك، ولديك طرق متعددة كتحويل المال عبر حساب بنكي، أو عن طريق “فوري” أو فودافون كاش”، أو الدفع عند الاستلام.
في النهاية يجب أن ندرك جميعا أن خريطة عالم الأعمال قد تغيرت بسبب وباء كورونا، ويجب على جميع أصحاب الأعمال أن يتكيفوا مع هذا التغيير كي لا ينتهي بهم الأمر لإغلاق أعمالهم.