تسويق

كيف تستخدم الانترنت لتسويق نشاطك التجاري

وصل عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في العالم حوالي 4.34 مليار شخص، أي ما يقرب من 57% من سكان العالم. والذين يقضون ست ساعات ونصف يوميًا في المتوسط في تصفّح الشبكة.

العالم العربي ليس بمنأى عن هذه الثورة الرقمية، إذ بلغ عدد مستخدمي شبكة الإنترنت فيه أكثر من 180 مليون مستخدم، بنسبة انتشار كبيرة، والتي وصلت في بعض الدول العربية، مثل قطر والإمارات، إلى 99% من السكان [1].

الخطوة الأولى لاستخدام الإنترنت لتسويق نشاطك التجاري هي تحديد الشريحة المستهدفة، إذ لا يمكنك أن تستهدف جميع رواد شبكة الإنترنت، فعددُهم يُقدّر بالمليارات، لذا عليك أن تحدّد الفئة التي ترى أنّه يمكنك تحويلها إلى عملاء. على سبيل المثال، إن كنت تملك متجرًا إلكترونيًا لبيع ملابس وألعاب الأطفال الصغار في منطقة معيّنة، فالفئة المستهدفة ستكون هي الأمّهات في تلك المنطقة.

بعد أن تحدّد الشريحة المستهدفة، عليك أن تبحث عن المواقع والشبكات الاجتماعية التي يرتادونها. مثلًا، عودة إلى المثال السابق، عليك أن تبحث عن المواقع التي ترتادها الأمّهات في المنطقة الجغرافية التي تنشط فيها، وقد تخلص مثلًا إلى أنّهنّ يُقبِلنَ على زيارة مواقع مثل pinterest، والذي تقول الإحصائيات أنّ 80% من الأمّهات (في الولايات المتحدة) يدخلن هذا الموقع [2].

بعد أن تحدّد الشريحة المستهدفة والمواقع التي يرتادونها، سيكون عليك البدء في صياغة استراتيجية لاستخدام الإنترنت لتسويق نشاطك التجاري، هناك عدة طرق لذلك، منها مثلًا توفير خدمة العملاء على شبكة الإنترنت، فبدلًا من استعمال الهاتف، يمكن لعملائك أن يدخلوا موقع المشروع، أو حساباته الاجتماعية، وطلب الدعم من هناك. هذا سيوفّر عليك الكثير من التكاليف، كما أنّه مناسب للعملاء، لأنّه يسهّل عليهم الحصول على الدعم وحل المشاكل التي تواجههم عند استخدام منتجاتك.

هناك طريقة أخرى للاستفادة من الإنترنت، وهي تحليل العملاء. ويُقصد به استخدام بعض التقنيات الرقمية لفهم عملائك واحتياجاتهم. إحدى الطرق الممكنة هي تحليل عبارات البحث على محرك البحث جوجل مثلا، إن رأيت أنّ الناس يبحثون بكثافة عن منتج معيّن، أو يبحثون عن حل لمشكلة تواجه الكثير منهم، فقد يساعدك هذا على تطوير منتجاتك وخدماتك بما يتناسب مع احتياجات السوق. يمكنك أن أيضًا أن تنظم استمارات رقمية، وتسأل عملاءَك بعض الأسئلة للتعرف أكثر على ما يريدون، والعيوب التي يجدونها في منتجك، يمكنك إرسال الاستمارة عبر البريد الإلكتروني، أو تنظيم استطلاعات على حساباتك في الشبكات الاجتماعية.

الطريقة الثالثة، والأهم على الأرجح، هي استخدام شبكة الإنترنت لاستقطاب عملاء جدد. فنَتيجةً للانتشار الواسع لشبكة الإنترنت، ظهر شكل جديد من التسويق، وهو التسويق الرقمي، والذي يسعى للتسويق للمنتجات أو الخدمات عبر شبكة الإنترنت.

التسويق الرقمي مجال واسع، ويضمّ فروعًا وتقنيات كثيرة. منها مثلًا:

  • التسويق عبر الشبكات الاجتماعية: نسبة كبيرة من الشريحة التي تستهدفها تنشط في مواقع التواصل الاجتماعي. يقوم التسويق عبر الشبكات الاجتماعية على فتح قنوات تسويقية على تلك الشبكات، عبر إنشاء حسابات عليها للترويج لمنتجات الشركة أو خدماتها، والتفاعل مع العملاء، وتقديم الدعم لهم.
  • تحسين محركات البحث: حوالي 93% من الزيارات إلى المواقع تأتي من محركات البحث [3]. لذا من المهم أن تسعى للحصول على ترتيب متقدم في صفحات نتائج البحث إن أردت أن تستقطب أكبر قدر ممكن من الزيارات إلى موقع المشروع. هنا يأتي دور السيو، أو تحسين محركات البحث، وهو مجموعة من التقنيات والقواعد التي تساعدك على تحسين ترتيب موقعك بالنسبة لكلمات مفتاحية معينة. مثلًا، عودة للمثال السابق، قد ترغب في استهداف الكلمات المفتاحية: “ملابس أطفال” و “أحذية أطفال” و “ألعاب أطفال” … السيو مجال كبير، ويتأثر بالكثير من العوامل، وقد يصعب على غير المتخصصين مراعاة كل تلك العوامل، لذا فإنّ أفضل حل هو شراء إحدى الخدمات المصغرة المتخصصة في السيو، والتي لن تكلفك الكثير، وستضمن لك أفضل النتائج.
  • الإعلانات المدفوعة: كما هو الحال على القنوات التلفزية ومحطات الراديو والصحف، يمكنك أن تعلن عن منتجاتك على شبكة الإنترنت. حيث تدفع مقابل إظهار صور ولوحات دعائية (بانر Banner ads) على صفحات المواقع. أفضل خدمة للإعلان على شبكة الإنترنت هي إعلانات جوجل، والتي تتميّز بعائد كبير على الاستثمار. إذ أنّه في مقابل كل دولار واحد تدفعه فيها، ستحصل على 8 دولارات كأرباح [3]. لذلك فهي استثمار مربح للغاية، وعليك أخذه في الحسبان لتسريع نمو مشروعك.

هناك العديد من تقنيات التسويق الرقمي الأخرى، مثل التسويق بالمحتوى والتسويق بالبريد الإلكتروني والتسويق بالعلاقات وغير ذلك، من المهم أن تتعلم هذه التقنيات التسويقية وتسخّرها لتسويق نشاطك التجاري لتسريع نمو مشروعك واستقطاب المزيد من العملاء.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى