تعرف على أهم 4 مكونات لبناء إعلان ناجح
لإعداد إعلان ناجح سواء في احدى شبكات التواصل الاجتماعي، أو في أي مكان آخر لابد عليك أن تحترم بعض الشروط المحددة، وأن تصب تركيزك على تحسين بعض الجوانب التي تلعب دورا مهما في نجاح الإعلان أو فشله.
قد تكون لدى البعض فكرة عامة حول الإعلانات، خصوصا إعلانات الشبكات الاجتماعية، بكونها سهلة ولا تتطلب سوى ميزانية كبيرة لكي تحقق النتائج الرائعة. لكن هذا غير صحيح! فربما كان صحيحا في البدايات عندما لم يكن أحد يهتم بالتسويق الإلكتروني. لكن اليوم صارت عملية إنشاء حملات تسويقية “ناجحة” على احدى الشبكات الاجتماعية أمرا ليس بالسهل، ويتطلب معرفة يتطلب كسبها من الوقت الكثير.
في هذا المقال سأختصر لكم أهم أربع مكونات، يجب على المعلن التركيز على تحسينها من أجل بناء حملات تسويقية ناجحة تحقق عائدا من الاستثمار، ولا تنفق فقط بدون نتائج. وهذه المكونات كالتالي:
الصورة أو الفيديو:
قد يكون بديهيا بالنسبة لكم أن أشير إلى الصورة أو الفيديو كأهم عنصر في الإعلان، لكن ما أود حقيقة أن أشير إليه هو محتوى هذه الصورة أو الفيديو. فكثيرا ما تصادفني إعلانات، سواء على منصة فيسبوك أو على إحدى منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وأكثر ما أراه هو إعلانات بصور أو فيديوهات تقوم بعكس ما يجب عليها القيام به! فدور الصورة أو الفيديو أساسا هو جذب انتباه المستخدم، لكي يلقي نظرة أعمق إلى إعلانك. فلا تعتقد بمجرد أنك تدفع المال لفيسبوك فإنه سيمسك الأشخاص ويرغمهم على مشاهدة إعلانك السيء! لأن هذا غير ممكن. فإعلانك يمكن أن يظهر للآلاف من الاشخاص، لكن لا أحد منهم سيهتم بإلقاء نظرة عليه أو محاولة فهم محتواه أو مضمونه. لذا فوظيفتك كمسوق هي جذب انتباه ذلك الشخص، سواء بالصورة أو الفيديو المستخدم في الإعلان.
أركز على الصورة أو الفيديو لأنهم العنصر الوحيد والأول الذي سيجذب انتباه المستخدم. لذا قم بالحرص على تطبيق بعض تقنيات وقواعد جذب الانتباه على المحتوى المرئي لإعلانك، من أجل ضمان إطلاع الأشخاص عليه ثم الاطلاع على باقي عناصر الإعلان.
النص التسويقي:
النص التسويقي للإعلان (Ad copy)، هو النص القصير أو الطويل في بعض الأحيان، والذي يشرح الإعلان أو ما يتم الترويج له. ويعتبر النص التسويقي من بين أهم العناصر في الإعلان، وواحد من العناصر التي يجب الاهتمام بها جيدا، وتحسينها من أجل بناء إعلان ناجح.
في المقطع السابق ذكرت عنصر جذب انتباه المستخدم ليقوم بالاطلاع على الإعلان، وما إن نجحت في جذب انتباهه فإنه بالفعل سيلقى نظرة على الصورة أو الفيديو، وذلك في محاولة لفهم مضمون الإعلان. وإن لم تصله الفكرة فعين مشاهد الإعلان ستتجه مباشرة إلى العنصر الثاني الأهم، وهو “النص التسويقي”. في هذا العنصر يتوجب عليك كمسوق إيصال فكرة الاعلان بوضوح وببساطة من دون أي تعقيدات. لذا حاول أن تعطي الوقت الكافي لكتابة النص التسويقي، وجعله مفهوما وبسيطا ومقنعا.
الدعوة إلى الإجراء (CTA):
الدعوة إلى الإجراء (Call To Action) ببساطة، هي تسهيل وإرشاد المستخدم إلى القيام بإجراء إذا كان مهتما بما تحاول تسويقه. فمثلا إذا كان إعلانك لمنتج ما تحاول بيعه فالدعوة إلى الإجراء ستكون على شكل زر “اشتري الآن” أو رابط لصفحة البيع أو الطلب… إلى غير ذلك.
ويختلف محتوى وشكل مكون الدعوة إلى الإجراء حسب نوع النشاط أو المنتج الذي يتم تسويقه.
حاول أن تجعل مكون الدعوة إلى الإجراء بسيطا وواضحا، فزبون اليوم خصوصا إذا كنت تستهدفه في الشبكات الاجتماعية يكون انتباهه مشتتا. سواء بمحتويات الشبكة الاجتماعية التي يقوم بتصفحها، أو بكثرة الإعلانات التي يراها يوميا. لذا حاول أن تجعل عملية الطلب أو الشراء أو الحجز… عملية سهلة له، لأنه بالتأكيد لن يبدل جهدا في سبيل البحث عن موقعك الإلكتروني لأنه شاهد أحد إعلاناتك التي لا تحتوى على زر الشراء أو رابط صفحة الشراء، صدقني هذا لن يحدث أبدا، ليس في هذا العصر!
الاستهداف:
ما أن يكون إعلانك جاهزا للفت الأنظار يتبقى لك مكون واحد يحتاج تركيزا دقيقا من أجل التأكد من وصول إعلانك إلى الشخص المناسب. وهذا المكون هو الاستهداف (Targeting).
يجب عليك أن تعرف بعض التفاصيل حول نوعية أو فئة الأشخاص التي ترغب في إظهار إعلانك لها وتلك التفاصيل يمكن أن تتجلى في كل من جنس، وعمر واهتمامات، والموقع الجغرافي حيث يتواجد عميلك المثالي.
قمت في وقت سابق بارتكاب خطأ في الاستهداف خلال إنشائي لإعلان يخص أحد عملائي من احدى دول الشرق الأوسط. وخلال الاستهداف نسيت استهداف الأشخاص المتحدثين باللغة العربية، مع العلم أن الإعلان كان باللغة العربية ويستهدف مواطني تلك الدولة والأجانب المتحدثين باللغة العربية فقط. ومع العلم أيضا أن الإعلان تم عبر منصة فيسبوك وكنت أعلم أن نسبة قليلة من مواطني تلك الدولة يستخدمون منصة فيسبوك. وغالبية مستخدميها كانوا من الأجانب الذين يشتغلون هنالك. ولكم أن تتخيلوا ما حدث، فقد اشتغل الاعلان وتفاجأت بالتفاعل والتعليقات تأتي من أشخاص غير العرب وبلغات مختلفة كاللغة الهندية والفلبينية. لكن سرعان ما تداركت الموقف وقمت بتصحيح الاستهداف وللوهلة الأولى اعتقدت أنني استهدفت الدولة الخطأ لكن الخطأ كان بسيطا وهو أنني لم أستهدف المتحدثين باللغة العربية.
لهذا حرصا على عدم تضييع الوقت والمال بسبب الاستهداف الخطأ، يتوجب عليك التدقيق في مرحلة الاستهداف والتأكد جيدا من أن إعلانك سيخاطب الفئة المناسبة.
أخيرا أود أن أشير إلى أن الإعلان الناجح يتطلب تركيزا وتحسينا مستمرا، خصوصا للمكونات التي تم ذكرها في هذا المقال. وأيضا أود أن أشير إلى أنه قليل جدا ما يتمكن المسوق من إنشاء إعلان ناجح من المرة الأولى. فما يجب القيام به هو التجربة والتحسين المستمرين إلى أن يبدأ إعلانك في تحقيق النتائج المرغوب فيها، ولن تعلم أبدا أي محتوى مرئي أو أي نص تسويقي أو أي مكون الدعوة إلى الإجراء سيحقق نتائج أحسن لذا أبدع وجرب.