المؤسسات المالية
المؤسسات المالية
المؤسسة هي كيان مادي في الغالب يتألف من مجموعة من الأفراد الذين يتعاونون فيما بينهم لإنتاج سلعة أو خدمة تُقدم لمجموعة من المستفيدين والذين يطلق عليهم اسم المستهلكون، حيث تتظافر الجهود بين أولئك الأفراد للحصول على منتجات وخدمات عالية الجودة ترضي المستهلكين وتجعلهم يدفعون لأجل الحصول عليها.
وطبقاً للنشاط الذي تقوم به المؤسسة أو الخدمة التي تقدمها هناك أنواع عديدة من المؤسسات أو منشآت الأعمال منها: المؤسسات الصناعية والمؤسسات التجارية والمؤسسات الزراعية والمؤسسات السياحية ومؤسسات الاتصالات وغيرها الكثير .
مفهوم المؤسسات المالية
هي منشأة أعمال لديها مجموعة من الأصول والخصوم كغيرها من المؤسسات إلا أنها تتميز بأن أصولها عبارة عن أصول مالية ( الأوراق المالية والقروض مثلاً) بدلاً عن الموجودات الثابتة والمتداولة في المؤسسات الأخرى، وخصومها أيضاً خصوم مالية على شكل مدخرات وودائع بأنواعها المختلفة.
وعليه يمكن تعريف المؤسسة المالية بأنها كل منشأة أعمال تكون أصولها وخصومها مالية، وتتعامل بالأموال أخذاً وعطاءً.
يتضح من التعريف بأن المؤسسات المالية كغيرها من المؤسسات والمنشآت الاقتصادية الصناعية والتجارية تعمل على تقديم منتج معين مقابل سعر لهذا المنتج، وهنا يكون المال هو السلعة أو المنتج المقدم من قِبل المؤسسات المالية وكما هو معروف يكون سعر الحصول على القرض هو معدل الفائدة.
أهمية المؤسسات المالية
تُعد المؤسسات المالية من المؤسسات الحيوية الهامة في كل اقتصاد وأحد مكوناته الرئيسية وسبباً من أسباب نموه وتقدمه، فهي تعمل على التوفيق بين من يملك الأموال وليس لديه أفكار يستثمر فيها وبين من يملك الأفكار وليس لديه الأموال اللازمة لتنفيذها.
تحصل المؤسسات المالية على الأموال من المدخرين على هيئة ودائع وتقوم بتقديمها لأصحاب المشاريع وغيرهم على هيئة قروض (تمويلية واستهلاكية).
و كإحدى أهم مكونات النظام المالي والاقتصادي فإن المؤسسات المالية تقدم مجموعة من الخدمات الهامة للنظام المالي منها:
- الائتمان: وهي عملية تقديم الأموال للمستهلكين من أجل سداد قيمة مشترياتهم من السلع والخدمات المختلفة مثل بطاقات الدفع والسحب، إضافة لتقديم التمويل لأعمال الإنشاء والبناء والاستثمارات الرأسمالية وهذا النوع من الاستثمارات يعمل على رفع إنتاجية المجتمع وبالتالي يرفع المستوى المعيشي للأفراد.
- الدفع: توفر المؤسسات المالية عدة أنظمة لسداد المدفوعات والقيام بعمليات الإيداع والسحب إضافة لخدمات الدفع الالكتروني.
- توفير النقود: من خلال عمليات الائتمان والدفع يتم توفير السيولة اللازمة من النقود للنظام المالي والتي تعتبر أهم وسائل التبادل ومخزن للقيم.
- الإدخار: تُشجع المؤسسات المالية على موضوع إدخار الأموال ومن ثم توظيف المدخرات في استثمارات مختلفة، وعند حاجة النظام المالي لأموال إضافية فإن المؤسسات المالية تقوم برفع معدلات الفائدة على الودائع المختلفة مما يجعل المدخرين يتوجهون لزيادة مدخراتهم لدى تلك المؤسسات والعكس صحيح.
أنواع المؤسسات المالية
بطبيعة الحال ونظراً للخدمات المتعددة التي تقدمها المؤسسات المالية فإنه يمكن تصنيفها ضمن نوعين رئيسيين هما:
- مؤسسات مالية مصرفية: وهي المؤسسات المالية التي تقوم بدور الوسيط المالي وتتلخص مهمتها في الحصول على الأموال من خلال قبول الإيداعات، ومن ثم منح تلك الأموال على شكل قروض لطالبي التمويل وكمثال عن المؤسسات المالية المصرفية: البنوك التجارية.
- مؤسسات مالية غير مصرفية: تقدم خدماتها المالية للشركات على شكل اكتتاب الديون، تداول الأوراق المالية، كل ما يتعلق بالأسهم، تمويل الاستثمارات في قطاعات مختلفة، تقديم الخدمات الاستشارية وغيرها الكثير، و كأمثلة عن المؤسسات المالية غير المصرفية: بنوك الاستثمار، شركات التأمين (التي تقدم الحماية ضد أي خسارة مقابل مبالغ معينة تسدد للشركة على شكل أقساط)، صناديق التقاعد والمعاشات، شركات التمويل العقاري.
ويُعد الفرق الرئيسي بين نوعي المؤسسات المالية بأن المؤسسات المالية المصرفية تعمل بالوساطة المالية حيث تقوم بقبول الودائع على مختلف أشكالها ومن ثم منحها لطالبي التمويل على هيئة قروض، بينما لا تعمل المؤسسات المالية غير المصرفية بالوساطة المالية إنما تقوم بمنح التمويل اللازم للاستثمارات المختلفة وبدون لن تحصل على أي نوع من الودائع، حيث تحصل على الأموال بطرق أخرى كالحصول على أقساط شهرية مثلاً أو تحصيل رسوم اشتراك من المستفيدين.
ميزات المؤسسات المالية الناجحة
حتى تكون المؤسسات المالية ناجحة بعملها وتقدم مستوى الخدمة والجودة المطلوبة من قِبل العملاء فإنها يجب أن تتمتع بمجموعة من المزايا أهمها:
- امتلاكها رؤية وأهداف استراتيجية محددة وواضحة.
- اهتمامها بالموارد البشرية من كل النواحي ابتداءً من اختيار كوادرها ومن ثم تدريب هذه الكوادر والعمل على تنمية مهاراتها وتحفيزها ومشاركتها في صنع القرارات الهامة والمؤثرة بالنسبة للمؤسسة.
- اهتمامها بالعملاء والسعي الدؤوب للوصول إلى رضاهم عن خدماتها.
- عملها وفق المبادئ والقيم الخاصة بروح الفريق والابتكار وتحمل المسؤولية واحترام الآخرين سواء كانوا موظفين أو عملاء أو منافسين.
- اهتمامها بتطبيق معايير الجودة الشاملة ومطابقة هذه المعايير لمعايير الجودة العالمية.
- سعيها الدائم والمستمر لتحسين الأداء وتطوير الخدمات المقدمة للعملاء.