الآليات الفعالة لجعل منتجك الخيار الأول
مع تطوّر الفكر التّجاري وانفتاح البشريّة على العالم الرقمي صار الإنترنت وسطًا خصبًا لتسويق كل شيء، وأصبح لزامًا على كل مسوق للمنتجات وحتى الأفكار على المنصات الرقمية أن يكون معنيًا بآليات معينة وشروط محددة، حتى تتم العمليّة التّسويقية بشكلٍ سلس، وحتى يتمّ استهداف أكبر عددٍ ممكن من العملاء المهتمين، خاصةً وأن هذا النّمط التّسويقي يمتاز بخصائص كثيرة يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الخوض فيه.
إنّ الاهتمام الذي شهده العالم الرقمي منذ العقد الأخير من القرن الماضي، والارتباط الشّبكي الذي غطّى الكوكب الأزرق، قد جعل من العالم قريةً صغيرة، وجعل عملية التواصل تتم بشكل أسهل من أي وقت مضى، ما جعل ميدان التسويق يشهد ثورةً حقيقية، حيث انصب اهتمام المسوّقين على استعمال هذه الشبكة العالمية في إيصال منتجاتهم إلى أهداف تسويقية محددة.
فيما يلي نستعرض لكم أهم النقاط التي يجب أن تتقيّد بها في سبيل إصابة أهدافك التّسويقية بدقة على شبكة الإنترنت، وكيفية جعل منتجك هو الخيار الأمثل للزّبائن.
تعزيز تواجدك على الإنترنت
يعتبر تواجدك على شبكة الإنترنت بشكل منتظم أحد أهم الأسباب التي تقودك للنّجاح وإيصال منتجك الى الزبائن حيث يهتم الزبون كثيرًا بمسالة التنظيم والوقت، فإذا كان تواجدك غير منتظم أو بشكل عشوائي سيجعل الزبون ينفر من هذه الخدمة ويتجه مباشرةً إلى خدمة بديلة.
في العالم الرقمي، تعتبر مسألة الوقت والآنية مهمة للغاية حيث أن الزبون سيغير الصفحة إذا شعر أن هذه الخدمة التي تقدمها هي خدمة تفتقر للتنظيم والتواجد المستمر بشكل يجعله يتجه نحو اتخاذ إجراء، فيتجاهل الخدمة التي تقدمها. وعليه فإن مسألة تواجدك على شبكة الإنترنت بشكل منتظم ومعزز سيجعلك تحقق نتائج طيبة، وهي نقطة مهمة جدًا في طريقك نحو تسويق مثالي.
التّخطيط لإستراتيجيّة نشاطك التجاري
العمل من دون خطة تسويقية مدروسة، هو أحد أهم أسباب الفشل التي تصيب أغلب المنتجات وأغلب المسوقين بسبب التعامل غير المدروس الذي يقوم به المسوقون لإيصال منتجاتهم الى الزبائن، إذ يجب على القائم بالعملية التسويقية على شبكة الإنترنت أن يرسم خطة مدروسة ومضبوطة إلى أقصى الحدود، فكلما كانت هذه الخطة واضحة وذكية كانت النتائج ناجحة ومثالية.
حجم هذه الاستراتيجية قائم بالدرجة الأولى على نوع القنوات التي يتم اختيارها بعناية من أجل إيصال معلومات كافية إلى الجماهير التي تُولي اهتمامًا بالغًا بهذا النوع من المنتجات، وتدخل كذلك عوامل أخرى ذات أهمية كبرى كالميزانية التسويقية والموعد التسويقي وخدمات ما بعد البيع والخدمات المقدمة من حيث السعر والخصائص وكل الأمور التي يمكن أن تهم الزبون. إن انتهاجك إستراتيجية تسويق هو خيار سيقودك حتمًا لتحقيق النتائج الجيدة وتجنب الخسائر الفادحة التي يمكن أن تتكبدها باعتبار التسويق يرتكز بالأساس على ميزانية.
التّعامل مع محركات البحث
كمسوق للمنتجات يجب عليك أن تهتم اهتمامًا كبيرًا بموضوع محركات البحث لأنك ستتعامل مباشرة مع هذه المحركات من أجل تسويق منتجاتك أو خدماتك، ولقد ازداد الاهتمام مؤخرًا بموضوع تحسين محركات البحث أو ما يعرف بـالـ SEO، وهو باختصار شديد، تحسين ظهور المواقع والعناصر على محركات البحث، وطبعًا هذه نقطة جد مهمة لكل قائم بالعملية التّسويقية على شبكة الإنترنت، إذ يتميز محرك البحث بسلوك خوارزمي معين في تعامله مع ملايين المعلومات التي تتدفق إليه كل ثانية، فهناك خوارزميات و أنماط معالجة يجب عليك أن تحيط بها من أجل جعل خدمتك أو منتجك يظهران عند كتابة كلمات معينة، وحتمًا ستطرح على نفسك سؤالًا من هذه الصيغة:
لماذا تظهر منتجات وخدمات دون غيرها عندما أبحث عن شيء ما على الإنترنت؟
الإجابة على هذا السؤال هي مدخل لفهم الـ SEO، وإلمامك به سيجعلك مسوقًا ناجحًا على الصّعيد الرقمي.
حدّد مجتمعك المحلّي
لو قلنا إنك تسوق في حملتك لنوع من أنواع الهواتف المحمولة ولنقل هاتف iPhone 8، لن يكون العالم كله مهتمًا بهذا الموضوع، وإنما فئة معينة فقط، وهي الفئة المهتمة بالهواتف المحمولة بصفة عامة، ثم داخل هذه الفئة ستستهدف مجموعة العملاء المهتمين بـ iPhone 8، إذ لا يمكنك أن تستهدف فئة كبرى لتصيب فئة صغرى، فالأمر سيكون مكلفًا ومجهدًا بشكلٍ كبير.
إن تحديدك لمجتمعك بدقة سيجعلك قادرًا على ايصال منتجك الذي تسوِّق لهُ بدقّة، فاستعراض منتج هو عبارة عن آلة حلاقة مثلًا لشخص يبحث عن أفضل أنواع الحواسيب لن يكون ناجحًا، واتخاذ إجراء في هذه الحالة مستبعد جدًا.
حدّد موقعك رقميًّا
لنجاح نشاطك التّجاري وتسويق منتجاتك وخدماتك إلكترونيًا، جزئيًّا كان أو كليًّا، وجب عليك أن تحدد موقعك على العالم الرقمي، وهذه نقطة مهمة جدًا حتى يكون لك تواجد رقمي حتى يستطيع العملاء التواصل معك. ويعتبر الموقع الإلكتروني أهم الأمور التي يجب عليك أن تخصصها لعرض منتجك أو خدماتك، فهو عبارة عن مساحة على الشّبكة العالميّة يحوي قاعدة بيانات معينة ورابط URL فريد (غير مكرّر) يتيح لكلّ من يتجه نحوه استعراض موقعك، وفي الحقيقة لا يعتبر هذا كل شيء إذ يجب ان تهتم كثيرًا بنقاط أخرى كمظهر الموقع وتوافقه مع الشّاشات الحديثة (هاتف، تابلت، تلفاز، حاسوب…).
كما أن تحديد موقعك أو موقع نشاطك التّجاري على الخرائط هو أمر في غاية الأهميّة، لأنك ستتعامل مع أشخاص قد ينتقلون إلى مقرّك في أغلب الأحيان من أجل التّعامل المباشر، فوجودك على الخرائط الإلكترونية سيسهل عليك الكثير من العناء.
كما أن تواجدك على أشهر مواقع التواصل الاجتماعي وحيازتك على بريد إلكتروني ثابت، هو ما يجعلك تحصل على ولاء الزبون، وسيجعلك الخيار الأول لديه.
تعامل مع مواقع التّواصل الاجتماعي
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي أحد أهم المواقع التي يجتمع فيها الناس حول العالم، فلقد أضحت الملتقى اليومي لملايين الأشخاص، ما يجعلها وسطًا مثاليًا لتسويق المنتجات والإعلان والترويج، ولا يمكن أن يعمل أي مسوّق للمنتجات أو الأفكار دون أن يتناول باهتمام موضوع مواقع التواصل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نرى أن عدد المسجلين في موقع فيسبوك قد وصل إلى ملياري شخص، وهو رقم كبير يجعل لأغلب رواد الإنترنت نسخة إلكترونية على الشبكة، واستهدافك الجماهير خلال هذه المنصة هو في الحقيقة تعامل مع أشخاص حقيقيين يجلسون وراء الشّاشات، ودورك قائم على دفع أكبر نسبة من الجمهور المستهدف لاتخاذ إجراء من خلال التقائهم مع منتجك.
شبكات التواصل الاجتماعي متنوعة ولكل واحدة منها خصائص ومميزات، فتويتر ليس هو إنستغرام، لذلك أرى أن اختيار المنصة المناسبة هو أول تحدي يعترضك قبل أن تتطرق للعمل على مواقع التّواصل الاجتماعي.
اِهتم بالبريد الإلكتروني
يعتبر البريد الإلكتروني من أكثر العناصر أهميّة في مجال التسويق الإلكتروني، حيث تكمن أهمية البريد الإلكتروني في كونه ذلك الخيط المتين الذي يربط العملاء بصاحب المنتج. خدمات البريد الإلكتروني متنوعة وهي بالمئات، منها خدمات مجانية وأخرى مدفوعة واحترافية، وفي الحقيقة فإن أهمية البريد الإلكتروني تكمن في كونه وسيلة تختصر كثيرًا من الوقت والجهد، خاصة كونك تستطيع أن تدرج فيه قاعدة بيانات جهات اتصالك والتي تخزن معلومات عملائك وهي معلومات سوف تهمك كثيرًا من أجل إنجاح خططك التسويقية، كما أن خدمة تصنيف العملاء ستجعلك تنجح في استهداف العملاء المهتمّين بدقّة، لذلك فخدمة البريد الإلكتروني هي خدمة لا يمكن تجاهلها في سبيل إنجاح خطّتِك التّسويقيّة، فاستعمالها سيكون يوميًا.
رحلة المنتج من عندك إلى الزّبون أو العميل، يمكن أن تكون أسهل من إي وقت مضى إذا ما ركزت على الآليات التي تطرقنا إليها بالإضافة إلى اِدراج ذكائك وفطنتك وقدرتك على تحليل السُّوق، فتواجدك بشكل منتظم على الشبكة، سيجعلك تنال رضى الزبون، الأمر الذي يدفعه للشّعور بالرّضى، كما أن التّخطيط للعمليّة التّسويقية بدقة سيجنبك الكثير من الخسائر، فيما يُعتبر فهمك لمُحرّكات البحث سبيلك للمناورة الرّقمية، كما أنّ تحديد مجتمعك المحلّي وضبط موقعك بدقّة على الإنترنت سيجعلك في تواصل معزّز ومباشر مع الزّبون، ويجب عليك الاهتمام بمواقع التّواصل الاجتماعي وبريدك الإلكتروني اهتمامًا كبيرًا لأنهما عصب التسويق.